لا تجعلِ الناسَ مرآةً ترسمُ ملامحَ روحِك
و الكائنُ البشريٌّ مشغولاً بتنظيرٍ و تفكيرٍ و تقليبٍ و تعبيرٍ كائنٌ مثيرٌ
للشفقة، فهو منهمكُ بسفاسفِ الأمورِ، بالعيش مُقيّداً في سجنِ العاديِّ و المعقول،
في سجنِ اليوم المملِ و الرتيب، الإنسانُ حينَ يصبحُ واحداً من القطيعِ لا يطيقُ
عقلهُ إلا الثغاءَ، و إن كانَ منذُ ألفِ ألفِ سنةٍ لا يجيدُ إلا الثغاءَ، أصبحَ
اليومَ بغبغاءً يردّد ثغاءً لا يدري من بدأهُ.
و لكني أقيدها بالكلامِ إذ أخبركُم عنها، و تصبحُ السماءُ محضَ لوحةٍ
و لكلّ متابعٍ ألوانهُ الخاصّة